الأمم المتحدة: عودة أكثر من 1.5 مليون لاجئ ونازح سوري
الأمم المتحدة: عودة أكثر من 1.5 مليون لاجئ ونازح سوري
أعلنت الأمم المتحدة، أن أكثر من 1.5 مليون لاجئ ونازح سوري عادوا إلى مناطقهم الأصلية منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، في تحول لافت في المشهد السوري بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب والشتات.
وأكدت أيدم وسورنو، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، اليوم السبت، أن هذا الرقم يشمل عودة أكثر من مليون نازح داخلي، إضافة إلى أكثر من 500 ألف لاجئ من دول الجوار، مشيرة إلى أن هذه العودة تشكل بارقة أمل في ظل استمرار التحديات الإنسانية الكبرى في البلاد، وفق وكالة "الأناضول" التركية.
وشددت سورنو خلال مؤتمر صحفي عقدته في جنيف على أن الوضع الإنساني في سوريا لا يزال بالغ الخطورة، إذ يحتاج نحو 16.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بما يشمل الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى والحماية.
وأوضحت أن وكالات الأمم المتحدة وشركاءها المحليين والدوليين يصلون شهريًا إلى 2.4 مليون شخص فقط عبر العمليات داخل الأراضي السورية وعبر الحدود، ما يعني أن الفجوة بين الاحتياجات والمساعدات المتاحة ما زالت هائلة وتتطلب استجابة دولية عاجلة.
رفع العقوبات يعزز الآمال
أعربت سورنو عن أملها أن يسهم قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة سابقًا على سوريا في تسهيل عمل المنظمات الإنسانية وتفعيل عملية التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن أخيرًا رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على سوريا منذ عام 2011، وهو الموقف ذاته الذي تبناه الاتحاد الأوروبي، ما يعد تحولًا كبيرًا في السياسة الغربية تجاه الملف السوري.
ورغم هذه العودة الكبيرة، حذّرت منظمات دولية من أن البيئة داخل سوريا لا تزال محفوفة بالأخطار، إذ تواجه مناطق عدة نقصًا في الخدمات الأساسية، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية، ووجودًا لبقايا الألغام ومخلفات الحرب.
كما أن العائدين، بحسب تقارير منظمات حقوقية، يواجهون تحديات تتعلق بالسكن والعمل والتعليم والرعاية الصحية، في ظل ضعف التمويل المخصص لخطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بسوريا.
دعوة لمضاعفة الدعم
دعت سورنو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الدعم الإنساني لسوريا، وعدم ربط تقديم المساعدات بالمسارات السياسية أو الحسابات الجيوسياسية، معتبرة أن نجاح عودة اللاجئين والنازحين يعتمد بالدرجة الأولى على تحقيق استقرار طويل الأمد، وتحسين الأوضاع المعيشية بشكل ملموس.
وختمت بالقول: "هذه العودة الجماعية تمثل فرصة يجب ألا تُهدر، ويجب البناء عليها من خلال الدعم الدولي، وتحقيق المصالحة، وضمان العدالة للضحايا"، مؤكدة أن الشعب السوري يستحق السلام بعد سنوات من الحرب والمعاناة.